داليا بدران، شخصية إعلامية وسيدة اعمال كويتية ورائدة في العمل الاجتماعي، كرست حياتها لتحسين صحة ورفاهية الأفراد، وخاصة مرضى السرطان. من خلال عملها الرائد مع ماركة “جويرية”، المصنع المتخصص في المنتجات العشبية المتخصصة لمرضى السرطان، تركت داليا بصمة لا تُمحى في قطاع الرعاية الصحية والمجتمع ككل. لكن مساهماتها تتجاوز مجرد المنتجات الصحية، فقد صنعت إرثًا من التمكين والتعليم والشمولية لمختلف فئات المجتمع.
في هذا المقال، نستعرض القصة الملهمة وراء “جويرية” وكيف تجاوزت رعاية مرضى السرطان لتشمل تدريب الطلاب، وتمكين المتقاعدين، وحتى توفير مسارات للإصلاح للمحتجزين الأحداث في الكويت.
================================
رؤية جويرية: مصنع للشفاء والأمل
تأسست “جويرية” في عام 2002، وهي أكثر من مجرد ماركة؛ إنها مركز رعاية. تتمثل مهمتها الأساسية في توفير وصول مجاني لمرضى السرطان في الكويت إلى منتجات عشبية عالية الجودة متخصصة للتخفيف عن اوجاعهم ، مما يضمن عدم تحمل أي مريض عبء التكلفة المالية لهذه العلاجات الأساسية. وما يجعل “جويرية” فريدة من نوعها هو أنها قدمت هذه الخدمات مجانًا تمامًا منذ إنشائها، متحملة جميع التكاليف من التزام داليا بدران الشخصي بتحسين حياة مرضى السرطان.
================================
الصحة الشاملة: خدمات مخصصة لمريضات السرطان
تتميز منتجات “جويرية” بمركزها الحصري للعناية بالجسم، فقد تم إنشاء مركز تجميلي لمريضات السرطان عام 2019، وهو الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي، ويقدم خدمات متكاملة تشمل:
- منتجات عشبية للعناية بالبشرة وفروة الرأس والأظافر
- مسبح عشبي ساخن للاسترخاء العلاجي
- جلسات تدليك احترافية لتخفيف الألم والتوتر
- خدمات العناية بالشعر والمكياج والأظافر لمرضى السرطان
تم تصميم هذه الخدمات لتعزيز الصحة الجسدية والعاطفية والعقلية للمرضى، مما يساعدهم على الشعور بالثقة والجمال والتمكين أثناء رحلتهم العلاجية. وكما هو الحال مع المنتجات، يتم تقديم جميع الخدمات( حصرياً) مجانًا لأي مريضة سرطان، بغض النظر عن جنسيتها أو دينها أو حالتها الاجتماعية.
================================
رد الجميل للمجتمع: التدريب والتمكين وإعادة بناء الحياة
لا تقتصر رؤية داليا على مرضى السرطان فقط، بل تمتد إلى دعم المجتمع من خلال برامج مبتكرة تهدف إلى تمكين الشباب والمتقاعدين وحتى الأفراد الذين مروا بتجارب صعبة، مثل الأحداث المحتجزين.
- تدريب الطلاب: إعداد الجيل القادم من المتخصصين في الرعاية الصحية
خلال الإجازات الدراسية والجامعية، تفتح داليا أبواب مصنعها للطلاب المهتمين بتعلم ممارسات التصنيع الجيد (GMP) وإنتاج المنتجات الصحية. يوفر هذا التدريب العملي للطلاب مهارات حقيقية تؤهلهم لمسارات وظيفية في قطاع الصحة والعافية كما يتم إفساح المجال لهم وتوسيع مداركهم ليستوعبوا المهارات اللازمة للقيام بإعمال متعددة في وقت واحد.
- تمكين المتقاعدين: بدء مشاريع جديدة بعد التقاعد
نظرًا للتحديات النفسية التي يواجهها الأفراد بعد التقاعد الإجباري، توفر داليا برنامجًا فريدًا لمساعدتهم على بدء مشاريعهم الخاصة. من خلال هذا البرنامج، يظل المتقاعدون منتجين وفاعلين في المجتمع، مما يساعدهم على تجنب العزلة التي قد تأتي مع التقاعد.
- إعادة تأهيل الأحداث المحتجزين: خلق فرص للنجاح
يظهر التزام داليا بالمسؤولية الاجتماعية أيضًا من خلال دعمها للأحداث المحتجزين. فقد أنشأت برنامجًا خاصًا يتيح لهم العمل والتعلم في المصنع، مما يساعدهم على اكتساب مهارات قيمة، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وإعادة دمجهم في المجتمع كأفراد منتجين وتم بالفعل تقديمه إلى المسؤولين.
================================
إرث من الرحمة والشمولية
تُظهر أعمال داليا بدران أن الرعاية الصحية والعافية لا تقتصر على علاج الأعراض، بل تتعلق بعلاج الإنسان ككل. من خلال “جويرية”، لم تغير حياة مرضى السرطان فحسب، بل أنشأت نموذجًا للمسؤولية الاجتماعية والرعاية الشاملة. إن تفانيها في التعليم، وتمكين المجتمع، وتعزيز الصحة الشاملة، قد غير حياة الكثيرين وخلق إرثًا يلهم الأجيال القادمة.
بارك الله فيكم انت فخر لكل المصريين